لبنان: عصابة تزور مستندات عقارات يملكها مستثمرون عرب ومغتربون … وتبيعها

أسقطتها عملية نصب على رئيس بنك عربي تربطه علاقات وثيقة بمسؤولين لبنانيين

سليم الخليل و تميم سليمان

بيروت ـ خاص

لا يكاد يسدل الستار في لبنان على “عصابة” نصب واحتيال كبرى, حتى يرفع مجددا عن أخرى أكبر وأشد دهاء, وكأنه الحصاد المر للفراغ الرئاسي المزمن, يجنيه هذا البلد شللا في معظم مفاصله, وامراضا مستعصية في جل مؤسساته.

فقد كشفت مصادر واسعة الاطلاع  ان الجهات المختصة تتابع عن كثب تحركات عصابة نصب واحتيال كبرى قوامها رجال اعمال ومتنفذون لبنانيون, بعضهم مقرب من جهة حزبية.

واوضحت ان العصابة الجديدة متخصصة بالاستيلاء على عقارات واراض في مناطق سكن واصطياف راقية, مملوكة لمستثمرين عرب او لمغتربين لبنانيين, تركها اصحابها موقتا ليعودوا اليها حين تستقر اوضاع البلد.

وشرحت المصادر الشديدة الخصوصية  طرق التزوير المبتكرة التي تتبعها العصابة, مشيرة الى انها تفضي, في مرحلة النصب والاحتيال الاولى, إلى نقل ملكية العقارات المستهدفة وتسجيلها “اصولا” باسماء بعض افراد العصابة او باسماء اخرين يشتغلون لديهم, وذلك من خلال استخراج توكيلات ومستندات واوراق ثبوتية, وحتى هويات شخصية, تتم “فبركتها” باحترافية عالية في استراليا والمملكة المتحدة وكندا, ثم تختم بأختام مزورة لوزارة الخارجية اللبنانية او لإحدى سفارات لبنان.

وفي مرحلة احتيالية تالية, تضيف المصادر, يقوم الملاك المزورون ببيع العقارات المستولى عليها بأسعار أقل من قيمتها السوقية, بهدف التخلص منها سريعا والتصرف بثمنها في عملية نصب جديدة.

وكشفت المصادر ان من ابرز افراد عصابة النصب الذين قادت اليهم التحريات (سليم الخليل) و( تميم سليمان ) وهم رجال اعمال معروفون يعملون في ادارة مؤسسات وشركات, بعضها تحت غطاء احزاب وجهات نافذة, وأحد هؤلاء رئيس ناد رياضي, واخر مدير شركة تجارة عقارات معروفة، وثالث صاحب شركة تأجير سيارات معروفة ايضا.

وأفادت المصادر أن ارتكابات العصابة ما كانت لتكتشف لولا تورطها بعملية نصب كبرى على رجل اقتصاد عربي مشهور تربطه علاقات وطيدة مع مسؤولين كبار في الدولة اللبنانية، واوضحت ان الاقتصادي العربي الذي كان مرشحا لمنصب وزاري في دولته ويعمل حاليا رئيس بنك كبير في تلك الدولة، سارع الى ابلاغ جهة لبنانية رسمية رفيعة المستوى بما تعرض له من نصب واحتيال، الامر الذي ضيق الخناق على افراد العصابة، اذ باتت ملفاتهم في ايدي الجهات الامنية المختصة التي باشرت على الفور تحرياتها وتحقيقاتها فاعتقلت بعضهم فيما اطلقت حملة بحث واسعة عن المتوارين المعروفة اسماؤهم, يذكر ان افراد العصابة يتبعون طرق تمويه مبتكرة لتدوير او تبييض الاموال التي يسلبونها من ضحاياهم حيث يلجأون مثلا الى شراء يخوت فاخرة ومكاتب في مناطق تجارية باذخة ثم يبيعونها لاكثر من شخص بالتدليس والتزوير.

الى ذلك، توقعت اوساط اقتصادية لبنانية ان يؤدي كشف عصابة النصب العقاري الى فتح المزيد من ملفات الفساد المالي ذات الصلة بافراد العصابة وبالجهات التي يعملون لمصلحتها او يتلطون خلفها محذرة من خطورة ارتكاباتهم على الاقتصاد اللبناني وعلى ثقة المستثمرين الذين تعمل جهات حريصة في البلد على كسب ثقتهم وعدم اهتزارها مجددا